التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين 150 قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين 151}

صفحة 2725 - الجزء 4

  وقرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص عن عاصم ويعقوب بفتح الميم في السورتين، وفيه قولان:

  أحدهما: أنه جعلا اسمًا واحدًا، وبني لكثرة اصطحاب هذين الحرفين، فصار بمنزلة اسم واحد نحو: حَضْرَمَوْتَ، وخمسةَ عَشَرَ.

  يا ابْنَةَ عَمَّا لاَ تَلُومي واهْجَعِي

  وثانيها: أنه على حذف الألف المبتدلة من ياء الإضافة، وأصله: يابن أما، كما قال الشاعر:

  وقال آخر:

  حُمِّلْتَ أَمْرًا عَظِيمًا فَاصْطَبَرْتَ لَهُ ... وَسِرْتَ فِيهِ بِحُكْمِ اللَّه يَا عُمَرَا

  والقراءة الظاهرة: «فَلَا تُشْمِتْ» بضم التاء وكسر الميم «الْأَعْدَاءَ» نصب على أنه مفعول، وعن مجاهد ومالك بن دينار ([فلا] تَشمَت) بفتح التاء والميم، و «الْأَعْدَاءُ» رفع على أن الفعل مضاف إليهم.

  · اللغة: الغضب والسخط من النظائر، ونقيضه: الرضا، غضب يغضب غضبًا، وأغضبه إغضابًا. والأسف: الغضب، يقال: أسِفَهُ وأَسِفَ يَأْسَفُ أسفًا: إذا غضب، ومنه حديث النبي ÷ حين سئل عن موت الفجأة فقال: «راحة للمؤمن وأسفًا للكافر»، والأسف: الحزن والتلهف أيضًا، أسفت أأسف أسفًا، وهو أسيف، ومنه حديث عائشة «إن أبا بكر رجل أسيف» يعني سريع الحزن والبكاء، وهو الأسوف أيضًا، ويقال: خلفه بما يكره، وخلفه بما يحب، وإذا عمل خلفه ذلك العمل، يقال: خلف خلفًا وأخلف إخلافًا.