قوله تعالى: {ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين 150 قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين 151}
  والعجلة والسرعة من النظائر، والعجلة: تقدم الشيء قبل وقته، يقال: عجلته:
  إذا سبقته، وأعجلته: جئته، عن الزجاج.
  والشماتة: إظهار السرور بمكروه يحل بالعدو، وشمت شماتة.
  · الإعراب: «غَضْبَانَ أَسِفًا» قيل: نصبه على الحال، وقيل: على التفسير.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ - تعالى - ما جرى بين موسى وقومه عند رجوعه من الميقات، فقال سبحانه: «وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى» يعني من الميقات الذي وعد اللَّه تعالى، وكلمه، وأعطاه التوارة «إِلَى قَوْمِهِ» يعني إلى بني إسرائيل «غَضبَانَ أَسِفًا» قيل: حزينًا، عن ابن عباس والحسن والسدي. وقيل: أسفًا أي: شديد الغضب، عن أبي الدرداء. وقيل: الغضب والأسف واحد، وكروها للتأكيد واختلاف اللفظين، عن أبي مسلم. قال الشاعر:
  تَنأَ عَنّي وتَبْعُدِ
  وقيل: غضبان على قومه حين عبدوا العجل، أسفًا حزينًا متلهفًا على ما قاله من مناجات ربه «قَالَ» موسى لقومه «بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي» أي: عملتم خلفي «أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ» قيل: سبقتم أمر اللَّه فعبدتم ما لم يأمركم به، عن أبي مسلم. وقيل: أعجلتم وعد ربكم الذي وعدني من الأربعين ليلة عن الحسن. وذلك أنهم قدروا أنه قد مات لَمَّا لم يأتِ على رأس ثلاثين ليلة، وقيل: استعجلتم وعد اللَّه وثوابه على عبادته، فلما لم تنالوه عدلتم إلى عبادة غيره، عن أبي علي. «وَأَلْقَى الأَلوَاحَ» أي: وضعه وضع مُعظِّم ولم يُلْقِهِ إلقاءَ مستخفٍّ؛ لأن الاستخفاف بكلام اللَّه كفر، وما ترويه الحشوية أنه ألقاه حتى انكسر بعضه وذهب بعض التوراة غير صحيح، وقد بينا ما قيل في الألواح «وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ» يعني هارون، وكان أخاه لأبيه وأمه، عن الحسن. «يَجُرُّهُ