التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين 152 والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم 153 ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون 154}

صفحة 2728 - الجزء 4

  من التقصير، فكأنه قيل: اغفر لي ما أتيت إلى أخي، وقيل: إنه بَيَّنَ لبني إسرائيل أن لم يَجُرَّ أخاه إليه لعصيان وجد منه، وإنما يفعله كما يفعل الإنسان بنفسه عند شدة غضبه على غيره، عن أبي علي. «وَأَدْخِلْنَا» يعني نفسه وأخاه «فِي رَحْمَتِكَ» أي نعمتك وجنتك «وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ».

  · الأحكام: تدل الآية أن موسى رجع وقد أخبره اللَّه - تعالى - بصنع قومه؛ لذلك غضب عليهم، وقد بَيَّنَ ذلك في موضع آخر، فقال: {وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ ٨٥}.

  وتدل على إنكار شديد من موسى #، وقد بينا أن ما فعله بهارون والألواح لم يكن عن استخفاف.

  وتدل على أن الأمر بالمعروف قد سقط في حال الخوف على النفس، وفي الحال الذي يعلم أنه لا ينفع لذلك قال هارون: «استضعفوني».

  قال أبو علي: تدل على جواز الصغيرة على الأنبياء، خلاف قول الرافضة؛ لذلك طلب المغفرة.

  وتدل على [أن] الغضب والأسف في الدين على المبتدع محمود.

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ ١٥٢ وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ١٥٣ وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ١٥٤}

  · القراءة: قرأ العامة «سَكَتَ» بالتاء، وعن معاوية بن قرة «سكن» بالنون وهما بمعنى.