التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين 152 والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم 153 ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون 154}

صفحة 2729 - الجزء 4

  · اللغة: النَّيْل: اللحوق، وأصله من مد اليد إلى الشيء الذي يبلغه، يقال: ناله كذا، وناوله مناولة، وتناول تناولاً، ونالني من فلان معروف ينالني، أي وصل نوالاً ونيلاً، والنول والنوال العطاء. والمفتري: الكاذب، وجمعه المفترون، وهو من الفعل مفتعل، والافتراء والفري بمعنى، وأصله: القطع، ويقال: فريت وافتريت بمعنى واحد، وكذلك الكذب، قال جميل:

  فَإِنْ جَاءَكِ الوَاشُونَ عَنِّي بِكِذْبَةٍ ... فَرَوْهَا ولَمْ يَأْتُوا لَهَا بِحَوِيلِ

  والسكوت: السكون، والسكوت: الإمساك عن الكلام، وأصله الكف عن الشيء، يقال: سكت سكوتا وسكاتًا وسكن بمعنى.

  قال الأزهري: ولما سكت أي: سكن، وأصاب فلانًا سُكَاتٌ: إذا أصابه داء يمنعه من الكلام.

  قال ابن عرفة: سكت: انقطع غضبه، يقال: جرى الوادي مليا، ثم سكت؛ أي: انقطع، ويقال: إن السكوت: الإمساك عن الكلام، ثم يقال: سكت الغضب توسعًا ومجازًا؛ لأنه كان بمنزلة الناطق يظهر أمره، فسكوته عن معرفته بمنزلة السكوت عن الكلام، عن أبي علي.

  وقال أبو مسلم: السكوت والسكون بمعنى واحد، وسواء قولك: سَكَتَ وسَكَنَ، وحدُّ السكوت تسكين آلة الكلام، وكذلك لا يوصف اللَّه بالسكوت.

  · الإعراب: اختلفوا في دخول اللام في قولهم: «لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ» وهو متعدٍّ، ولا يقال: يرهبون لربهم.