التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين 152 والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم 153 ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون 154}

صفحة 2730 - الجزء 4

  وقال الكسائي: إذا تقدم المفعول ضعف عمل الفعل فيه، فصار بمنزلة ما يتعدى في دخول اللام عليه.

  وقيل: إذا كان بمعنى من أجله جاز دخول اللام تقدم أو تأخر، وتقديره: رهبتهم لأجل ربهم.

  قال عيسى بن عمر: سمعت الفرزدق يقول: بِعْت له مائة، وهي لغة صحيحة، قال تعالى: [«رَدِفَ لَكُمْ»].

  وقيل: أراد من ربهم، فاللام بمعنى (مع)، عن قطرب.

  · المعنى: عاد الكلام إلى بني إسرائيل وما أوعدهم - تعالى - جزاء ما فعلوا، فقال سبحانه: «إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ» يعني اتخذوه إلهًا وعبدوه، فحذف لدلالة الكلام عليه «سَيَنَالُهُمْ» أي: سيلحقهم إن لم يتوبوا «غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ» قيل: الغضب هو إرادة العقوبة، وقيل: اللعن والحكم بالعقاب، وقيل: عقوبة الآخرة «وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا» أي: هوان، قيل: هو ما أمروا به من قتل أنفسهم، عن أبي العالية. وقيل: هو الجزية، عن ابن عباس. وقيل: هو ما أصاب أولادهم في زمن النبي ÷ من القتل والجلاء في قريظة والنضير، عن عطية العوفي.

  ومتى قيل: كيف فعل ذلك بهم والعجل عبده أسلافهم؟

  قلنا: لتوليهم مَنْ عَبَدَ العجل، وَرِضَاهُمْ به.

  وقيل: هو ما ضرب عليهم من الذلة، عن أبي مسلم.

  وعن مالك: ما من مبتدع إلا وتجد فيه ذلة، ثم قرأ الآية.