التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون 156}

صفحة 2736 - الجزء 4

  واختلفوا في الغفران ما هو؟ فمنهم من قال: إنه من غيره - تعالى - يفيد ما يجري مجرى العفو، كالإبراء عن الديون والحقوق وغيرها.

  وتدل على أن تلك الرجفة كانت امتحانًا، ومنهم من قال: كانت عقوبة.

قوله تعالى: {وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ١٥٦}

  · القراءة: قراءة العامة «هُدْنَا» بضم الهاء، وعن أبي وجرة السعدي كان من القراء يكسرها، وهما لغتان، هاد يهود ويَهِيدُ: إذا رجع وتاب.

  وقرأ العامة «أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ» بالشين من المشيئة، وعن الحسن البصري «من أساء» بالسين وفتح الألف الأخيرة من الإساءة.

  · اللغة: أصل هاد: رجع، هاد يهود، فهو هائد، وقيل: منه سمي اليهود؛ لأنهم قالوا: «هدنا إليك». وقيل: النسبة إلى يهود إلا أن العرب غيرته في النسبة، وقد صار في الشرع اسم ذم لقوم كفار.

  · الإعراب: نصب «حَسَنَةً» ب «اكْتُبْ لَنَا» والكناية في (سَأَكْتُبُهَا) يعود إلى الرحمة.