قوله تعالى: {الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون 157}
  وتدل على أن الرحمة لا تنال بمجرد الإيمان الذي هو التصديق حتى ينضم إليه الطاعات، فيبطل قول المرجئة.
  وتدل على أن التقوى والإيمان وإيتاء الزكاة فعل العبد، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق.
قوله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ١٥٧}
  · القراءة: قرأ ابن عامر وحده: «ويضع عنهم آصارهم» بفتح الألف والصاد والألف بعدها على الجمع، والباقون: «إصرهم» بكسر الألف وسكون الصاد على الواحد.
  · اللغة: الإصر: العهد، والإصرة: القرابة، تقول العرب: ما يَأْصِرُني على فلان آصِرَةٌ أي: ما تعطفني عليه قرابة، والإصر: الثقل، أصرت الشيء: كسرته. والأغلال: الجمع بجميع اليد إلى العنق، وهو استعارة في هذا الموضع، فالمراد به التكاليف الشديدة التي كانت على بني إسرائيل بالأغلال.
  والتعزير والعَزْرُ واحد، وهو: المنع، ومنه: تعزير الجاني، قال الشاعر:
  أَلَا بَكَرَتْ مَيٌّ بِغَيْرِ سَفَاهَةٍ ... تُعَاتِبُ وَالْمَوْدُودُ يَنْفَعُهُ الْعَزْرُ