قوله تعالى: {الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون 157}
  والتعزير: الضرب دون الحد، قال أبو حنيفة: أشد الضرب هو التعزير، وينقص من أربعين واحدة.
  · النزول: قيل: لما نزلت الآية المتقدمة قالت اليهود والنصارى: هذه صفتنا، وإنا نتقي ونؤتي الزكاة ونؤمن بآيات اللَّه، فنزعها اللَّه من أيديهم، وجعلها لهذه الأمة، وأنزل: «الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ»، عن ابن عباس وقتادة وابن جريج.
  · المعنى: لما تقدم أنه يكتب رحمته لمن يتقي بَيَّنَ - تعالى - أنهم «الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ» أي: يؤمنون به، ويعتقدون نبوته، ويطيعونه، ويعملون بشرائعه، وعنى بالنبي محمدًا ÷.
  واختلفوا في المخاطب به، قيل: هو خطاب لبني إسرائيل في زمن موسى # نسقًا على ما تقدم بأنه يُبعث في آخر الزمان نبي، عن أبي علي وأبي مسلم.
  ليعتقدوا إمامته، فَبَيَّنَ أن الفلاح يُدْرَكُ باعتقاد إمامته ونبوته قبل [بعثته] هو بعد بعثته.
  وقيل: إنه خطاب لمن كان في عصره، عن الأصم.
  «الأمي» قيل: الذي لا يكتب ولا يقرأ، وقيل: إنه منسوب إلى الأمة يعني أنه على حمله الأمر قبل استفادة الكتابة، وقيل: منسوب إلى الأم يعني أنه على ما ولدته أمه قبل تعلم الكتابة، وقيل: إنه منسوب إلى أم القرى، وهي مكة، كأنه قيل: النبي المكي.
  ثم وصفه اللَّه تعالى، فقال: «الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ» يعني يجدون صفته ونعته ونبوته مكتوبًا في الكتابين، واختلفوا، وقيل: معناه مكتوب