التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون 159 وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون 160}

صفحة 2747 - الجزء 4

  كالشجرة التي تتفرع عنها الأغصان الكثيرة. قال أبو علي: لأنهم كانوا بني اثني عشر رجلاً من ولد يعقوب.

  ويقال: بجس الماء وانبجس: انفتح، وهذه سحائب بجس، وانبجس العرق بالدم تفجر، وقال بعضهم: انبجست وانفجرت بمعنى.

  قال أبو عمرو بن العلاء: بينهما فرق، «انبجست» خرجت بِقلَّة، «وانفجرت» خرجت بكثرة، وهو اختيار أبي علي، وعلي بن عيسى.

  والظلة: السترة التي تقي الشمس.

  · الإعراب: قال أبو مسلم: «أسباطا» تمييز لاثنتي عشرة لذلك نصب. «أُممًا» نعت للأسباط.

  يقال: لم مُيّز العدد بالجمع، فقيل: (أسباطًا) ولم يقل (سِبْطًا)؟

  فجوابنا: فيه ثلاثة أقوال:

  الأول: أنه بدل، وليس بتمييز، بمعنى قطعناهم أسباطًا، عن الزجاج.

  والثاني: على أن كل قسم أسباط؛ لأن الواحد يقال له سبط، فيجوز على هذا: عندي عشرون دراهم، على أن كل قسم منها دراهم، قال كُثيّر:

  عَلِيُّ والثلاثَةُ مِنْ بَنيِهِ ... هُمُ الأسباطُ ليس بِهِمُ خَفَاءُ

  فَسِبْطٌ سِبْطُ إيمانٍ وبِرٍّ ... وَسِبْطٌ غَيَّبَتْهُ كَرْبَلاءُ

  الثالث: على إقامة الصفة مقام الموصوف بتقدير: اثنتي عشرة فرقة، فحذف الثاني قطعناهم قطعًا اثنتي عشرة، فحذف على هذا التقدير.