قوله تعالى: {ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون 159 وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون 160}
  الرابع: أن السبط لما وقع على الأمة أنث، قال الشاعر:
  وَإِنَّ كِلابًا [هَذِهِ] عَشْرُ أَبْطُنٍ ... وَأَنْتَ بَرِيءٌ مِنْ [قَبَائِلِهَا] الْعَشْرِ
  · المعنى: ثم عاد الكلام إلى قصة موسى وبني إسرائيل، فقال سبحانه: «وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى» وقيل: إنه خطاب لموسى أنه يكون من أمته قوم صفتهم كذا، وقيل: هو خطاب للنبي ÷ أي: من قوم موسى أمة صفتهم كذا «أُمَّةٌ» جماعة «يَهْدُونَ بِالْحَقِّ» يرشدون إلى الحق، وقيل: معناه: يهتدون يستقيمون عليه، ويعملون به «وَبِهِ يَعْدِلُونَ» أي: بالحق يعملون، ولا يعدلون عنه.
  واختلفوا في هذه الآية على عدة أقوال:
  الأول: أنهم قوم على دين موسى ثبتوا على دينه إلى الآن، وأباه أبو علي وأنكره، وذكر أنهم لو كانوا كذلك لكفروا.
  الثاني: هم قوم من أمة موسى فيما مضى كان صفتهم كذلك، عن الأصم وأبي علي، وقال: وهذا قَبْل نسخ شريعتهم بشريعة عيسى.
  وقال أبو علي: هم قوم قد كانوا متمسكين بالحق في وقت ضلاتهم وقتل أنبيائهم.
  الثالث: هم الَّذِينَ آمنوا بالنبي ÷ كعبد اللَّه بن سلام وابن صوريا وغيرهما، عن أبي علي وأبي مسلم.
  وقيل: هم فرقة وراء الصين، عن ابن عباس والسدي والربيع والضحاك وعطاء وابن جريج.
  لما قتلت بنو إسرائيل الأنبياء، وكانوا اثنتي عشرة سبطًا، تبرأ سِبْطٌ منهم، وسألوا