قوله تعالى: {فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون 165 فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين 166}
  وتدل على أن يوم السبت كان مخصوصًا بذلك، وروي أنه عرض عليهم الجمعة، فقالوا: نريد يوم السبت، فجعل لهم يوم السبت عيدًا، وحرم عليهم الأعمال فخالفوا، فأهلكهم اللَّه تعالى.
  وتدل على أنه كان ابتلاء إلا أن مصلحتهم في ذلك أن يكون ابتلاء عقيب الفسق ككثير من الشرائع في شريعتنا، ولا يقال: إنه كان عقوبة؛ لأن التكليف يؤدي إلى ثواب عظيم، فيستحيل أن يكون عقوبة.
  وتدل على أن الاعتداء كان فعلهم، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق.
قوله تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ١٦٥ فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ١٦٦}
  · القراءة: في قوله: «بَئِيسٍ» إحدى عشرة قراءة، خمس في السبع، وست خارج السبع.
  أما التي في السبع:
  فأولها: «بَيِسَ» بكسر الياء غير مهموز على وزن (فَعِلَ) نحو: وَقِرَ، وهي قراءة أبي جعفر ونافع.
  الثاني: «بِيسٍ» بكسر الباء وتسكين الياء من غير همز، نحو: لِيلٍ، وهي قراءة خارجة عن نافع.