قوله تعالى: {فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون 165 فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين 166}
  شديد، [وقيل] بَؤُسَ يَبْؤُس بأسًا: إذا اشتد، وبئِسَ يَبْأَسُ بُؤْسًا وَبِيسا: إذا افتقر، فهو بائس، سمي بذلك لشدة الفقر.
  والعتو: الخروج إلى أفحش الذنوب، وقيل: العاتي: المبالغ في ركوب المعاصي، يقال: عتا يعتو عتوًّا، وتعتى فلان، إذا لم يطع، والليل العاتي: الشديد الظلمة، وأمور عاتية: شديدة، ويقال لكل أمر شديد عظيم: عات، ومنه: {بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ٦}.
  والخاسئ: المطرود المبعد عن الخير، من قولهم: خسأت الكلب: إذا باعدته زجرًا وتحقرًا.
  · المعنى: ثم ذكر تمام قصة أصحاب السبت، فقال سبحانه: «فَلَمَّا نَسُوا» قيل: تعرضوا لنسيانه، وقيل: تركوه ترك الناسي له، فأما نفس النسيان فليس فعلهم، فلا يذمون عليه «مَا ذُكِّرُوا بِهِ» يعني ما وعظوا به وذكر لهم من وعد اللَّه ووعيده «أَنجَينَا» خلصنا «الَّذِينَ يَنهَوْنَ عَنِ السُّوءِ» يعني الَّذِينَ نهوا عن المعصية وهو صيد يوم السبت «وَأَخَذْنَا» بالعقوبة «الَّذِينَ ظَلَمُوا» باعتدائهم في السبت «بِعَذَابٍ بَئِيسٍ» شديد، عن ابن عباس والحسن ومجاهد، وقتادة وابن زيد. «فَلَمَّا عَتَوْا» أي: أفرطوا في التعدي والإصرار عليه، وأمنوا العذاب، قال ابن عباس: أبوا أن يرجعوا عن المعصية «قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً» أي: جعلناهم قردة، وإنما ذكر (كن)؛ ليدل أنه لا يمتنع عليه شيء، أنّ جَعْلَهُمْ قردةً أسرعُ من قوله: كن، من غير نصب ولا تعب، ولأن العبد لا يقدر على تغيير الصور، فلا بد من أن يكون معناه ما ذكرنا و (كن) تنبيه، وهذا قول شيخنا