التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون 169 والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين 170}

صفحة 2765 - الجزء 4

قوله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ١٦٩ وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ١٧٠}

  · القراءة: قرأ أبو بكر عن عاصم «يُمْسِكُون» مخففة من يمسك، وهو قراءة عمر بن الخطاب وأبي العالية، وقرأ الباقون بالتشديد، وهو اختيار أبي عبيد، وأبي حاتم؛ لأنه يقال: مَسَّكْتُ بالشيء، ولا يقال: أمسكته بالشيء، وإنما يقال: أمسكته. وعن الأعمش: والَّذِينَ استمسكوا بالكتاب، وعن أُبَيٍّ بن كعب: تمسكوا بالقراءة.

  والقراءة الظاهرة: «وَدَرَسُوا مَا فِيهِ» يعني قرؤوا. وقرأ السلمي: «ادّارسوا» أي: تدارسوا، مثل: {ادَّارَكُوا} يعني قرأ بعضهم بعضًا.

  والقراءة الظاهرة: «يعقلون» بالياء، وعن الحسن بالتاء على الخطاب، وقد بَيَّنَّا في غير موضع أنه لا يجوز القراءة إلا بالظاهر والمستفيض، وأن هذه القراءة الشاذة لا تخلو من وجوه:

  إما أن يكونوا قرؤوا، أو كان قراءة قبح، أو كان مذهبهم بأن قراءة القرآن بسائر اللغات جائز.

  وإما أن أراد القرآن هو المنقول المستفيض دون ما سواه، فلا شبهة فيه.

  · اللغة: الخلْف بسكون اللام: من يجيء بعد، والخلَف بفتحها: ما أخذ لك بدلاً مما أُخِذَ منك.