قوله تعالى: {وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون 171}
  · الأحكام: تدل الآية على وعيد المعرض عن الكتاب، ووعد من تمسك به تنبيهًا لنا وتحذيرًا عن سلوك طريقتهم.
  وتدل على أنه - تعالى - لا يضيع أجر عمل، فيدل على صحة قولنا في الموازنة، وبطلان من يقول بالتحابط.
  وتدل على أن الاستغفار باللسان، وتمني المغفرة لا ينفع حتى يكون معها التوبة والعمل، وقد روي عن أبي العالية قال: يأتي على الناس زمان تَحْرُنُ صدورهم من القرآن لا يجدون لها حلاوة، إن قصروا فيما أمروا به قالوا: إن اللَّه غفور رحيم، وإن جاؤوا بما نهوا عنه قالوا: سيغفر لنا إنا لا نشرك بِاللَّهِ، أمرهم كله طمع، ليس معه خوف، لبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب، أفضلهم المداهن.
  وتدل على أن أخذ عرض الدنيا من أولئك والتمسك بالكتاب وإقام الصلاة والصلاح من هَؤُلَاءِ فِعْلُهُم، ليس بخلق لله تعالى، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق.
قوله تعالى: {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ١٧١}
  · اللغة: النتق: أصله: القلع، وكل شيء قلعته ورميت به: نتقته، ومنه قيل للمرأة الكثيرة الولد: ناتق؛ لأنها ترمي بالأولاد رميًا، هذا قول أبي عبيدة، ومنه يقال: نتق ما في الجراب إذا نثر ما فيه باقتلاع له من موضعه، وقيل: أصل النتق: الرفع، يقال: