قوله تعالى: {وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون 171}
  الناتق: الرافع، وامرأة ناتق ومنتاق: كثيرة الولد، سميت بذلك لرفع الأولاد، نَتَقَت المرأة تَنْتُقُ نتوقًا فهي ناتق ومنتاق: إذا كثر ولدها؛ لأنها ترفعهم، ثم تضعهم، وهذا قول ابن الأعرابي، ومنه: نتقني الستر: حركني ورفعني، وقيل: [أصل النتق]: الجذب، يقال: نتقت الغرْب من البئر: جذبته، وهو قول أبي مسلم. وقيل: أخذ ذلك من نتق السقاء، وهو نقضه حتى يقتلع الزُّبْدة منه، ومنه قوله: «نَتَقْنَا الْجَبَلَ» فإنه قُلِعَ من أصله.
  قال [القتبي]: والظلة: كل ما أظلك، يعني سترك.
  والظن قيل: هو الاعتقاد إذا كان لأحد النقيض مر به، وقيل: بل هو جنس برأسه. والقوة والقدرة من النظائر.
  · الإعراب: «خذوا» أمرٌ، وفيه حذف، فكأنه قيل: وقلنا: خذوا ما آتيناكم بقوة.
  · المعنى: عاد الكلام إلى بني إسرائيل زمن موسى #، فقال سبحانه: «وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ» قيل: قلعناه عن مكانه، وأصله، عن الحسن. وقيل: زعزعناه باستخراجه عن أصله، عن أبي عبيدة. وقيل: رفعناه، وقيل: علقناه، عن الفراء. «فَوْقَهُمْ» أي: فوق بني إسرائيل، قيل: رفع الجبل على عسكرهم فرسخًا في فرسخ، عن الفراء. وقيل: لما أبوا أن يقبلوا حكم التوراة لما فيها من المشقة وعظهم موسى فلم يقبلوا، فرفع اللَّه الجبل، وقيل لهم: إن قبلتم وإلا وقع عليكم، عن الحسن. قال الحسن: فسجد كل رجل على الحاجب الأيسر ونظر بعينه اليمنى إلى الجبل خوفًا، فلا نرى اليوم يهوديًا إلإ يسجد على حاجبه الأيسر، ولما كتب اللَّه الألواح لموسى لم يبق شيء إلا