التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين 184 أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأي حديث بعده يؤمنون 185 من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون 186}

صفحة 2797 - الجزء 4

  · القراءة: قرأ أبو عمرو «وَيَذَرُهُم» بالياء ورفع الراء رجع الكناية على اسم اللَّه - تعالى - وقد تقدم ذكره.

  وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم بالياء والجزم عطفا على موضع الفاء من «فلا هاديَ له». وقرأ الباقون بالنون والرفع على أنه كلام مستأنف.

  · اللغة: النظر والتفكر: طلب المعنى بالقلب، وله بكونه ناظرًا أو متفكرًا حالة يجدها العاقل من نفسه، وموجبها التفكر وهو النظر المؤكد للعلم.

  والجِنَّة: الجنون، وأصله الستر، ومنه: الجنون؛ لأنه يستر العقل، ومنه: الجَنَّة لسترها [بالشجر]، والجَنان، والجنين، والجَنَنُ والجُنَّة.

  والملكوت: أعظم الملك كالرهبوت والرحموت.

  والطاغي والباغي من النظائر، وهو: تجاوز الحد في العصيان.

  · الإعراب: «أولم» في الموضعين استفهام والمراد التقرير؛ أي: تفكروا وانظروا.

  · النزول: قيل. وقف رسول اللَّه ÷ على الصفا يدعو قريشًا فَخْذًا فخذًا يقول: يا بني فلان، ثم يحذرهم بأس اللَّه، فقال قائلهم: إن صاحبكم هذا المجنون بات يصوت حتى الصباح، فأنزل اللَّه - تعالى - هذه الآية، عن الحسن وقتادة.