قوله تعالى: {هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين 189 فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون 190 أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون 191 ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون 192}
  عالمًا بكل شيء، وأحب عن كل ما أُسْأَل فيصدقونني ولا يكذبونني، عن الأصم.
  وقيل: ما مسني آفة وعلة، لذلك أقول: لا أملك ذلك ولكن أقول عن حقيقة، وقيل: ما مسني سوء من جهة الأعداء؛ لأني كنت أعلمه فأتحرز منه «إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ» مخوف بالعذاب «وَبَشِيرٌ» مبشر بالثواب «لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ» يصدقون، وخصهم بالذكر؛ لأنهم المنتفعون به كقولهم: من اتبع الذكر وكان ينذر غيرهم عن أبي علي وأبي مسلم.
  · الأحكام: تدل الآية على أن أحدًا لا يملك شيئًا؛ لأنه هو المحيي، وهو المقدر، ومعطي الآلات، ومعلم الأشياء إما ضرورة أو استدلالاً بأدلة نصبها.
  وتدل على فساد مذهب الجبر؛ لأن الأفعال كلها لو كانت محاولة له لما صح الاستثناء في قوله: «إلا ما شاء اللَّه»؛ لأن أحدًا لا يملك شيئا عندهم.
  وتدل على أنه ÷ لا يعلم الغيب، فكذلك الأئمة، خلاف قول الإمامية.
  وتدل على بطلان مذهب الجبر في الاستطاعة؛ لأنه قال: «ولو كنت أعلم الغيب» ولم يقدر لما أمكنه الاستكثار، ولوْ قدر لكان يستكثر علم أو لم يعلم، فلم يكن لقوله «ولو كنت أعلم الغيب» فائدة.
قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ١٨٩ فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ١٩٠ أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ١٩١ وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ ١٩٢}