التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين 189 فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون 190 أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون 191 ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون 192}

صفحة 2806 - الجزء 4

  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع وأبو بكر عن عاصم «شِرْكًا» بكسر الشين منونًا غير ممدود، وهو قراءة ابن عباس وسعيد بن جبير. وقرأ الباقون. «شُركَاء» بضم الشين وفتح الراء وبالمد والهمز.

  والأول بمعنى الشركة، قال أبو عبيد: أي: حظًا ونصيبًا من غيره، قال الأزهري: فالشرك يكون بمعنى الشريك.

  فأما الثاني فالشركاء جمع شريك، وقال بعضهم: في قراءة نافع تقديران: قيل:

  ذا شرك عن الزجاج، وقيل: كان له شركاء.

  قراءة العامة «فَمَرَّتْ بِهِ» بالتشديد من المرور، وعن ابن عباس: (فاستمرت بِهِ)، ويجوز أن يكون فسر (مرت) ب (استمرت).

  وعن بعضهم «فَمَرَتْ» خفيفة من الريبة وهو الشك، أي: شكت، أحملت أم لا؟.

  وقراءة العامة «أَيُشْرِكُونَ» بالياء على الكناية عمن تقدم ذكرهم، وعن السلمي بالتاء على الخطاب.

  · اللغة: الخلق: أصله التقدير، وهو إحداث على قدر من غير زيادة ولا نقصان، ولا يطلق ذلك في غير أفعال اللَّه لذلك، وقيل: إنه المخْتَرَع، وقيل: المفعول لا بآلة.

  والنفس: ذات الشيء، والنفس: نفس الإنسان وهو هذا الشخص المبني الفاعل.

  والزوج: المرأة زوج بعلها، وزوجته، والزوج من الثياب وغيره الصنف.

  والسكون إلى الشيء: الاستقرار إليه والألفة معه، وأصل الباب. السكون خلاف الحركة، ومنه: السكن أهل الدار لسكونهم فيه، ومنه الحديث: «حتى إن الرمانة