قوله تعالى: {هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين 189 فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون 190 أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون 191 ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون 192}
  لتشبع السكن»، والسكن كل ما سكن إليه، ومنه: السكين؛ لأنه يسكن حركة المذبوح.
  والسَّكِينَةُ: الوقار؛ لما فيه من السكون، والاستكانة: الخضوع مأخوذة من السكون، ومنه: {صَلاتَكَ سَكَنٌ لهم} أي: يسكنون بدعائك سكون راحة، {وَجَعَلَ الَّيْلَ سَكَنًا}؛ لأن الناس يسكنون فيه، يقال: سكن يسكن سكونًا، والسكون معنى في الجسم، والحركة معنى، قال أبو علي: هما ضدان، واعتبر الهيئة، وقال أبو هاشم: السكون قد يكون مثلاً للحركة، وقد يكون ضدًا له، وقد تصير الحركة سكونًا، والاعتبار فيه بالجهة والحركة كون عقبت ضده، والسكون كون عقبت مثله أو كون نفي من محل واحد وقتين.
  والغشاء: الغطاء، وغشيت الشيء غطيته، والغاشية منه، وسميت القيامة غاشية؛ لأنها تغشى كل شيء بأهوالها، وغاشية السرج منه.
  مر يمر: إذا مضى، ومر: استمر، وأمرّ صار مُرًّا، وأمررت الحبل: فَتَلْتُهُ، والأَمَرَّان الهرم والمرض، وأمر الشيء: أحكم صنعته، ومنه قوله: {أَدْهَى وَأَمَرُّ} أي: أشد، يقال: مر الشيء، وأمر، واستمر.
  · الإعراب: الألف في قوله: «أَيُشْرِكُونَ» ألف إنكار في سؤال احتجاج، وأصله الاستفهام، وفيه معنى الطلب لإظهار الفضيحة.
  «حَمْلًا» نصب على المصدر. «خَفِيفًا» نعْتٌ له «صَالِحًا» نصب لأنه نعت لمحذوف؛ أي: ائتنا ولدًا صالحًا. اللام في «لَنَكُونَنَّ» لام القسم، والنون للتأكيد.
  · النزول: قيل: نزلت الآية في مشركي العرب، عن الأصم وأبي مسلم.