التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين 1}

صفحة 2842 - الجزء 4

  وقتادة وعكرمة وعطاء وأبي علي، قال أبو مسلم: الغنائم والفيء. وقيل: هو ما نَدَّ عن المشركين إلى المسلمين من غير قتال من دابة أو عبد أو متاع، فهو إلى النبي ÷ يضعه حيث يشاء، عن ابن عباس بخلاف وعطاء.

  وقيل: الأنفال الخمس الذي جعله اللَّه لأهل الخمس، عن مجاهد؛ لأنهم سألوه عن الخمس، فنزلت الآية. وقيل: التنفيل للسرايا التي تتقدم أمام الجيش الأعظم، عن الحسن. وقيل: هو ما فضل عن المال ولم يقسم، عن ابن عباس.

  واختلفوا أن السؤال عمّا ذا وقع؟، فقيل: عن حكم الأنفال وعلمها، وقيل: عن قسمتها، وقيل: عن أعطيتها أي: يسألونك عن الأنفال أن تعطيهم، «قُلِ» يا محمد {الأَنفَالُ لِلَّهِ} أضافها إلى اللَّه تعالي؛ لأن جميع الأشياء له: مِلْكًا ومُلْكًا وخلقًا وتدبيرًا، وقيل: هو استفتاح الكلام «وَالرَّسُولِ» قيل: هي إضافة تَوْلِيةٍ، ووَضْعٍ، يعني أمرها إليه، يضعها كيف يشاء، عن أبي علي، قال: يضعها كما أمر اللَّه - تعالى، عن أبي مسلم. وقيل: هي ملك له.

  ثم اختلفوا، فقيل: كانت الغنائم له، ثم نسخ، عن أبي علي. وقيل: أراد الصَّفِيَّ ونحوه من الغنيمة «فَاتَّقُوا اللَّهَ» أي: اتقوا عذابه باتقاء معاصيه والإقدام على طاعته «وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ» أمر بالألفة والجماعة، ونهى عن الفرقة والمخالفة؛ أي: أصلحوا الحال ذات بينكم فلا يكون بينكم خلاف «وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ» فيما أمركم به ونهاكم عنه «إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ» أي: مصدقين لله والرسول فيما أمركم به.

  · الأحكام: تدل الآية على أن الأنفال للرسول، واختلفوا فقيل: هي الغنائم ونسختها آية