قوله تعالى: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون 2 الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون 3 أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم 4}
  الإيمان من القول والمعرفة والعمل «حَقًّا» قيل: يتصل بقوله: «هُمُ الْمُؤْمِنُونَ»، وقيل:
  يتصل بقولهم: «لَهُمْ دَرَجَاتٌ» تأكيد له، وتم الكلام عند قوله: «الْمُؤْمنون حقًّا» قيل: معناه صدقًا، وقيل: برئوا من الكفر، عن ابن عباس. وقيل: حقًّا لا شك في إيمانهم عن مقاتل. وقيل: استحقوا الإيمان، عن قتادة. «لَهُمْ دَرَجَاتٌ» قيل: مراتب بعضها أعلى من بعض على قدر أعمالهم في شرف المنزلة، عن الأصم. وقيل: أعمال رفيعة، وقيل: درجات الجنة فرفعوها بأعمالهم، عن عطاء وغيره. «عِندَ رَبِّهِمْ» أي: في حكمه «وَمَغْفِرَةٌ» لذنوبهم «وَرِزْقٌ» أي: عطاء «كَرِيمٌ» حسن، وقيل: كريم أي خالص المنفعة، لا يشوبه شيء بضر. وقيل: رفيع، عن الأصم. وقيل: رفيع القدر عظيم في قلوب الناس، عن أبي علي.
  · الأحكام: تدل الآية على أشياء:
  منها: أن الإيمان اسم شُرِعَ لثلاث خصال: القول، والاعتقاد، والعمل، خلاف ما تقوله المرجئة؛ لأن الوجل زيادة التصديق من فعل القلب والتدبر والتفكر كذلك، والصلاة والإنفاق من أعمال الجوارح، والتوكل يشتمل على فعل القلب والجوارح، ثم بين في آخره أن مَنْ جمع هذه الخصال فهو المؤمن حقًّا.
  واختلفوا في الإيمان على أقوال كثيرة، جملتها ترجع إلى أقوال أربعة:
  أحدها: أنه التصديق فقط.