التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون 2 الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون 3 أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم 4}

صفحة 2848 - الجزء 4

  وثانيها: الإقرار فقط.

  وثالثها: الإقرار والتصديق.

  ورابعها: كلاهما مع الفرائض واجتناب الكبائر.

  ثم يتشعب من كل فريق مذاهب: منها تدل على أن الإيمان يزيد وينقص، لا هذه الطاعات تزيد وتنقص، وقد نص على ذلك في قوله: «زادتهم إيمانًا».

  ومنها: أن الواجب عند تلاوة القرآن التدبر والتفكر فيما أمر ونهى، ووعد وأوعد؛ لتتجدد الرغبة والرهبة، وذلك حث على الطاعة وزجر عن المعاصي.

  ومنها: وجوب التوكل عليه، والتوكل على ضربين: منها في الدنيا. ومنها في الدين.

  أما في الدنيا فلا بد من خصال:

  منها: أن يطلب مصالح دنياه من الوجه الذي أبيح له ولا يطلب محرمًا.

  ومنها: إذا حرم الرزق الحلال لا يعدل إلى محرّم.

  ومنها: ألا يظهر الجزع عند الضيق بل يسلك فيه طريق الصبر، واعتقاد أن ما هو فيه مصلحة له.

  ومنها: أن لا يسأل النعم إلا من ربه.

  ومنها: إذا لحقه مشقة ألا يظهر الجزع، ولكن يسكن إلى أن ذلك مصلحة له.

  ومنها: أن ما يُرْزقُ من النعم بعدها من جهته - تعالى - إما بنفسه، وإما بواسطة.