قوله تعالى: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون 2 الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون 3 أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم 4}
  وثانيها: الإقرار فقط.
  وثالثها: الإقرار والتصديق.
  ورابعها: كلاهما مع الفرائض واجتناب الكبائر.
  ثم يتشعب من كل فريق مذاهب: منها تدل على أن الإيمان يزيد وينقص، لا هذه الطاعات تزيد وتنقص، وقد نص على ذلك في قوله: «زادتهم إيمانًا».
  ومنها: أن الواجب عند تلاوة القرآن التدبر والتفكر فيما أمر ونهى، ووعد وأوعد؛ لتتجدد الرغبة والرهبة، وذلك حث على الطاعة وزجر عن المعاصي.
  ومنها: وجوب التوكل عليه، والتوكل على ضربين: منها في الدنيا. ومنها في الدين.
  أما في الدنيا فلا بد من خصال:
  منها: أن يطلب مصالح دنياه من الوجه الذي أبيح له ولا يطلب محرمًا.
  ومنها: إذا حرم الرزق الحلال لا يعدل إلى محرّم.
  ومنها: ألا يظهر الجزع عند الضيق بل يسلك فيه طريق الصبر، واعتقاد أن ما هو فيه مصلحة له.
  ومنها: أن لا يسأل النعم إلا من ربه.
  ومنها: إذا لحقه مشقة ألا يظهر الجزع، ولكن يسكن إلى أن ذلك مصلحة له.
  ومنها: أن ما يُرْزقُ من النعم بعدها من جهته - تعالى - إما بنفسه، وإما بواسطة.