قوله تعالى: {كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون 5 يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون 6 وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين 7 ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون 8}
  وقيل: لما ذكر الخصال المحمودة التي بها تنال الدرجات أتبعه بذكر الجهاد والحث عليه وتضمين النصرة والعاقبة المحمودة. عن قاضي القضاة؛ كأنه قيل: ومن تلك الخصال الجهاد، فجاهد فإن اللَّه ينصرك كما أخرجك من بيتك.
  وقيل: اتقوا اللَّه وأصلحوا؛ فإن ذلك خير كما أخرج محمدًا خيرًا لكم مع كراهة فيهم، عن عكرمة.
  وقيل: كما أخرجك وهم كارهون كذلك يكرهون القتال، ويجادلون فيه، عن مجاهد.
  وقيل: قل الأنفال لله والرسول بالحق؛ لأنه أصلح لهم، كما أخرجك وإن كرهوه؛ لأنه أصلح لهم.
  وقيل: فعلهم في الأنفال مجادلة فيجادلون في الحق كارهين كما كرهوا إخراجك، وجادلوك يوم بدر فقالوا: أخرجنا للعير ولم يعلمنا قتالاً لنستعد له.
  وقيل: هم المؤمنون حقَّا كما أخرجك بالحق.
  وقيل: كانت قسمتك للغنائم حقًّا وإن كرهوه، كذلك خروجك للقتال، وإن كرهوه حق.
  وقيل: الكاف بمعنى (على)، يعني: امْضِ على الذي أخرجك من بيتك، قيل: الكاف صفة لفعل مضمر، تقديره: افعل في الغنائم كما فعلت في الخروج، وإن كرهه بعضهم.
  وقيل: الكاف بمعنى (إذ) معناه: اذكر إذ أخرجك، وليس بالوجه.