قوله تعالى: {كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون 5 يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون 6 وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين 7 ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون 8}
  ألعامنا هذا أم للأبد؟ وعلى هذا المجادل هم المؤمنون، وقيل: هم الكفار جادلوا في الدين «فِي الْحَقِّ» قيل: في الجهاد، وقيل: في الدين على ما تقدم «بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ» ظهر أنك لا تصنع إلا ما أمرك اللَّه به ولا تأمر إلا بما أمرك اللَّه به، وقيل: وعدهم بالظفر بإحدى الطائفتين فبعد ما بين لهم الظفر جادلوا، وقالوا: خرجنا للعير لا للنفير والقتال «كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ» إليها من شدة السير والقتال عليهم كأنما يساقون إلى الموت عَيَانًا، وقيل: كأنما يساقون إلى الموت حين يدعون إلى القتال، وهم ينظرون، وقيل: كأنما يساقون إلى الموت حين يدعون إلى الإسلام، عن ابن زيد «وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ» قيل: يحتمل أن يتصل بقوله: «كما أخرجك» فيكون الخروج والوعد حالاً واحدًا، ويحتمل أن يكون كل واحد منهما في حال أخرى، عن أبي مسلم. «إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ» أي يعدكم الظفر بأحد الفريقين: أحدهما: العير، وصاحبها أبو سفيان بن حرب، والثاني: النفير، وفيهم: شيبة وعتبة، وأبو جهل، [والملأ من قريشٍ] «أَنَّهَا لَكُمْ» أي: غنيمة لكم «وَتَوَدُّونَ» وتحبون «أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ» أي: غير ذات السلاح وهو العير، عن الزجاج. وإنما ودوا ذلك لكثرة المال وخفة المؤنة، عن القاضي، وقيل: «غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ» أي غير ذات الشدة والبأس من العدة والعدد «وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ» قيل: يكون ما أخبر به من إظهار الحق وإعزاز الدين في وقته على ما تقدم من وعده، وقيل: يحق الحق بأمره إياكم أن تجاهدوا عدوكم، وقيل: يحق الحق الذي