قوله تعالى: {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين 9 وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم 10}
  المفعول؛ أي: أردف اللَّه المسلمين بهم وأمدهم، وقيل: بالكسر: أردف كل ملك راجلاً، من قولهم: أردفه؛ أي: جعله له رِدْفًا، أو بالنصب يحملون على أرداف الدواب.
  قراءة العامة: «أني» بفتح الهمزة، والعامل فيه «فاستجاب»، وقرأ عيسى بن عمر «إني» بكسر الألف تقديره: وقال: إني ممدكم.
  · اللغة: الاستغاثة: طلب الإغاثة، وهي سد الخلة عند شدة الحاجة.
  والاستجابة والإجابة بمعنى، وهي موافقة العطية للمسألة.
  والترادف: التتابع، والرديف الذي يردفه، وكل شيء تبع شيئًا فهو ردفه، وإرداف النجوم تواليها. ويقال: كان نزل بهم أمر، فردف لهم آخر، والرِّدْفان: الليل والنهار، وهذا أمْرٌ ليس له رِدْفٌ أي تبعة، وقيل: أردف وردف بمعنى: إذا كان بعده، قال الشاعر:
  إِذا الجَوْزاءُ أَردَفَتِ الثُّرَيَّا ... ظنَنْتُ بآل فاطمةَ الظُّنُونا
  وقيل: ردفه صار له ردفًا، وأردفه جعله ردفًا، ويجوز تشديد الدال من مردفين، ثم فيه ثلاثة أوجه: فتح الراء على نقل حركة الأصل وهو مرتدفين، وكسر الراء لالتقاء الساكنين، وضم الراء لاتباع، والدال مكسورة على كل حال.
  والاطمئنان: خلاف الانزعاج، والطمأنينة: السكون والدعة، واطمئنان القلب: الثقة ببلوغ المحبوب.