قوله تعالى: {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين 9 وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم 10}
  · الإعراب: العامل في قوله: (إذْ) قيل: ما قبله، وتقديره: ليبطل الباطل إذ تستغيثون. وقيل: محذوف تقديره: اذكروا إذ، والأول لحسن الاتصال، والثاني للاستئناف، وتذكير النعمة، والهاء في قوله: «جعله» يعود إلى الإمداد؛ لأنه معتمد الكلام، وقيل: على الإرداف، عن الفراء. وقيل: على الخبر بالمدد؛ لأن تقديم ذلك إليهم بشارة في الحقيقة.
  · النزول: عن عمر لما كان يوم بدر نظر رسول اللَّه ÷ إلى كثرة عدد المشركين وقلة عددهم، فاستقبل القبلة وقال: «اللَّهم أنجز ما وعدتني، اللَّهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض» فأنزل اللَّه تعالى: «إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ» الآية.
  وعن ابن عباس: لما اصطف القوم للقتال قال أبو جهل: اللَّهم أولانا بالحق فانصره، واستغاث المسلمون، فنزلت الآية، ونزلت الملائكة.
  · المعنى: لما ذكر - تعالى - خروجهم إلى بدر بإذنه عقبه بذكر ما أتاهم من النصر والإمداد، فقال سبحانه: «إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ» أي: تستجيرون بربكم من عدوكم وتسألونه النصر عليهم «فَاسْتَجَابَ لَكُمْ» أي: أجاب دعاءكم «أَنِّي مُمِدُّكُمْ» أي: مرسل إليكم مددًا لكم «بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ» قيل: نزل جبريل في خمسمائة من الملائكة ووقف في