قوله تعالى: {إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام 11 إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان 12 ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب 13 ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار 14}
  وقائلةٍ خَوْلاَنُ فَانكِحْ فَتَاَتهُمْ ... وأُكْرُومَةُ الحَّييْنِ خِلْوٌ كما هيا
  أي هذه خولان وقيل: نصب ب (ذاقوا) كما تقول: زيدًا فاضربه، وقوله: «وأن الكافرين» موضعه يحتمل الرفع والنصب، فالرفع بالعطف على «ذلكم» تقديره: ذلكم وأن الكافرين، وقيل: تقديره بأن، فلما حذف الباء نصب.
  · النزول: نزلت يوم بدر لما وعدهم اللَّه النصر ذكرهم أسباب النصر وما أنعم عليهم، وأظهر من دينهم وقهر المشركين وبطلان الشرك، فنزلت الآية في ذلك.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ - تعالى - أسباب النصر وهي خمسة أشياء:
  النعاس وهو غاية الأمن؛ لأن الخوف يسهر.
  والثاني: إنزال المطر للطهارة، وتلبيد الرمل والشرب.
  والثالث: نزول الملائكة.
  والرابع: الرعب الذي ألقاه في قلوب الأعداء.
  والخامس: الربط على قلوب المؤمنين، فقال سبحانه: «إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ» أي: يلبسكم النوم أيها المؤمنون، وقيل: لما أسهرهم الخوف ألقى اللَّه - تعالى - عليهم النوم، فأمنوا، واستراحوا.
  ومتى قيل: كيف وصفهم بالأمن مع ما وصفهم من شدة الخوف؟