التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين 19 ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون 20 ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون 21}

صفحة 2884 - الجزء 4

  بَدَتْ قَمَرًا وَمَاَلتْ خُوطَ بَانٍ ... وَفَاحَتْ عَنْبَرًا وَرَنَتْ غَزَالاَ

  وقال آخر:

  وأَسْبلَتْ لُؤلؤًا مِنْ نَرجِسٍ وسَقَتْ ... وَرْدًا وعَضَّتْ عَلى العُنَّابِ بِالبَرُدِ

  والأوسط أن يأتي بأداة التشبيه مجردة، ونبه على المعنى، ولا يصرح كقوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ}.

  والأدنى: أن تأتي معه وتفيده، كقولك: الجسم كالعرض في الحدوث.

  · النزول: اختلفوا أنه خطاب لمن، على قولين:

  الأول: أنه خطاب للمشركين، ثم اختلفوا، قيل: إن المشركين قالوا: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا} يعني محمدًا وأصحابه {بِالْحَقِّ} ففتح يوم بدر، وفيه نزلت الآية، عن مجاهد وعكرمة.

  وقيل: إن أبا جهل قال يوم بدر: اللَّهم أينا كان أفجر وأقطع للرحم وأفسد للجمع، وأتانا بما لا نعرف فأحنه الغداة. فأنزل اللَّه - تعالى - هذه الآية: {فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ}، وضربه عوف ومعاذ ابنا عفراء، وأجهز عليه ابن مسعود، وحكى الأصم قريبًا منه.

  وقيل: قال: اللَّهم أقطعنا للرحم وأظلمنا لصاحبه فانصره عليه، عن الحسن ومجاهد والسدي والضحاك.