التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون 22 ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون 23}

صفحة 2887 - الجزء 4

  سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ» أي لا يقبلون، فنفى القبول لا السماع، والسماع بمعنى القبول، كقوله: سمع اللَّه لمن حمده.

  واختلفوا في المعني بقوله: «كالذين» قالوا: قيل: المنافقين، عن ابن إسحاق وأبي علي. وقيل: يعني به أهل الكتاب، عن الحسن. وقيل: هو من صفة المسلمين وأهل الكتاب، عن الأصم.

  · الأحكام: تدل الآية أنه لا نصرة إلا من جهته تعالى، وأن كثرة الجموع لا تغني مع فقد نصرته، وقد وجد الأمر كذلك في أيام أبي بكر وعمر، وكثرة الجموع للكفار، وقلة عدد المسلمين، ونصرتهم عليهم، فكان ذلك من معجزاته ÷.

  وتدل أن نصره مع المؤمنين.

  وتدل على أنه لولا نصرته لغلبهم الكفار يوم بدر وغيره من الأيام، عن أبي علي.

  وتدل على وجوب الانقياد له، وقبح التولي عن أمره.

  وتدل على وجوب إظهار الحق وإنطاقه خلاف ما عليه المنافقون.

  وتدل الآية على وجوب قبول مواعظه وأوامره.

قوله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ٢٢ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ٢٣}