التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون 22 ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون 23}

صفحة 2888 - الجزء 4

  · اللغة: الشر: نقيض الخير، والشر: الضرر القبيح، والخير: هو النفع الحسن، وقيل: الشر: الضر الشديد، والخير: النفع الكثير، وليس بالوجه؛ لأنه قد يكون ضررًا، ولا يكون شرًا بأن يعقبه خير، وأصل الشر: الإظهار من قوله:

  إِذا قِيلَ أَيُّ النَّاسِ شَرُّ قَبيلَةٍ ... أَشارَت كُلَيبٍ بِالأَكُفِّ الأصَابِعُ

  أي: أظهرت. وأشررت الشيء: أظهرته، وشَرَرْتُ الثوب: إذا بسطته في الشمس، وشرر النار: ما يَطَّايَرُ منها. لظهور انتشاره.

  والدابة: ما دَبَّتْ على وجه الأرض إلا أنه غلب على الخيل، دب يَدِبُّ دبيبًا، قال الأخفش: كل محتاج إلى غذاء فهو دابة.

  والصمم: آفة في الأذن تمنع السماع، صم يَصَمُّ صممًا فهو أصم، وتَصَامَّ عن الشيء: تغافل.

  والبَكَمُ: الخَرَسُ الذي يولد به صاحبه، وذلك لأنه قد يكون لآفة عارضة، وقد يكون لازمة. والإعراض خلاف الإقبال، وهو الانصراف بالوجه عن جهة الشيء. والاستماع إيجاب السماع بإيجاده، والتعريض له، قال اللَّه تعالى بكلا الوجهين.

  · الإعراب: نصب «شَرَّ»؛ لأنه اسم (إن)، وخبرها «الصُّمُّ الْبُكْمُ»، وإنما قال: «الَّذِينَ»