قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون 24 واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب 25}
  الثاني: أن المراد بذلك أن ذلك يخص الظالم، ثم اختلفوا، فقيل: (لا) زائدة؛ لأن الغرض منع الناس عن الظلم، فلا يكون كذلك إلا على هذا الوجه، وتقديره: واتقوا عذابًا يصيب الظلمة خاصة، وروي الزبير أنه كان قرأ: (لتصيبن الَّذِينَ ظلموا) وهو محمول على أنه فسره، وقيل: فيه حذف (إلا)، تقديره: لا تصيبن إلا الَّذِينَ ظلموا خاصة دون المؤمنين.
  وقال أبو مسلم: تقديره: احذروا [أن يخص الظالم] منكم بعذاب، أي: لا تظلموا فيأتيكم عذاب لا ينجو منه إلا من زال عنه اسم الظالم، وهو الكفر والمعاصي، وقيل: تقديره: لا يصيبن ذلك العذاب الظالم خاصة كقولك: انزل عن الدابة لا تطرحك، معناه: إنْ تنزل لا تطرحنك، وكذلك إن تركت الظلم لا تصيبنك الفتنة، عن الفراء.
  «وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ» يعني عقابه شديد لمن عصى وظلم، وقيل: شديد العقاب لمن يستحقه، عن أبي علي. وفيه تحذير عن مخالفة أمره.
  · الأحكام: تدل الآية على وجوب الإجابة لله والرسول فيما دعا إليه.
  وتدل على وجوب المسارعة قبل حلول المنع به.
  وتدل على التحذير من العقاب الذي يصيب الظلمة.
  وتدل على وعيد أهل الصلاة لأنه إن كانوا ظلمة دخلوا في الآية.