التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم 29}

صفحة 2903 - الجزء 4

  · الأحكام: تدل الآية أن كل من عصى اللَّه فقد خانه.

  وتدل على أن الخيانة في الأمانات من الكبائر.

  وتدل على أن الخيانة مع العلم أعظم في الوزر؛ لذلك قال: «وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ».

  وتدل على أن المال والولد فتنة وامتحان، فربما صار نعمة بأن ينفقها في الطاعات ويستعين بها في مصالح دنياه وآخرته وما أبيح له، وربما تكون سبب العقوبة إذا أنفقها في معاصي اللَّه أو عصى اللَّه بسببها، أو أقدم على محرم، أو أخل بواجب، وكذلك الولد، فربما يستغني به في الطاعة فيكون نعمة، وربما يميل به عن أمر اللَّه، فيكون سبب عقوبة، فهذا مما يتغير بحال المكلف.

  وتدل على أن الثواب معد عنده للمكلف متى أطاعه، فهو ترغيب في الطاعة، وترهيب عن المعاصي، وتدل على أن الخيانة فعل العبد، وليس بخلق اللَّه تعالى.

قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ٢٩}

  · اللغة: التقوى والاتقاء: هو الامتناع من البلاء بما عجز عنه، وأصله من الوقاية، وهو ما