قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم 29}
  يقي من الشيء، وَقْيتُ الشيء أَقِيهِ وَقْيًا، واتقى الشيء؛ أي: توقاه، وقد اتقيته أنا، والتقوى فَعْلَى منه وأصله: وَقْوَى، قلبت الواو تاء لأنه من وقيت أي: منعت، وقيل: التقوى في الدين، والاتقاء عام، عن علي بن عيسى. وتقاة: أصله وقاة، كقولهم: تجاه، ووجاه. وتراث أصله: وُرَاث.
  والفرقان مصدر كالرجحان والنقصان، تقول: فرقت بين الشيء وغيره أَفْرُقُ فرقًا وفرقانًا وفروقًا.
  والتكفير أصله: التغطية، ومنه قول الشاعر يصف الشمس إذا غربت:
  حتى إذا ألقت يدًا في كافر
  ومعناه: ههنا التطهر، كأنه غطى على سيئاته، وقيل: إذا أزيل ذلك الشيء المغطي فقد وقع التكفير، والمُكَفِّرُ: المغطي، والمُكَفَّرُ: ما قد أزيل غطاؤه، عن أبي مسلم.
  · الإعراب: «يَجْعَلْ» جزم؛ لأنه جواب الشرط.
  ومتى قيل: لم جاز الشرط في خبره - تعالى - مع أنه يقتضي السبب؟
  فجوابنا: لأنه يعامل العباد معاملة المختبر للظاهر والعدل.