قوله تعالى: {وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين 30}
  وقيل: تفضل بنعم الدنيا، ودعا إلى نعم الآخرة، وقيل: ابتدأ بالنعم وأوجب الزيادة بالشكر وهو نهاية الفضل، وقيل: لأنه ضَمِنَ الثواب الدائم على عمل لا ينفعه، وقيل: يعطي على القليل الكثير.
  · الأحكام: تدل الآية على أن بالتقوى يستحق ما أعد لهم من الثواب، خلاف قول المرجئة أن الفاسق يستحقه.
  وتدل على الفرق بين التكفير والغفران، فتدل على ما نقوله: إن السيئات - وهي الصغائر - تصير مكفرة باجتناب الكبائر، والكبائر يغفرها بالتوبة، وقد قال سبحانه:
  {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} ولو كان الجميع بابًا واحدًا لما فَرَّقَ بينهما.
  وتدل على أن التقوى فعلهم؛ ليصح فائدة الكلام، وكذلك السيئة.
قوله تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ٣٠}
  · القراءة: قراءة العامة: «لِيُثْبِتُوكَ» عن النخعي، «ليبيتوك» بالياء من البيات وهو الهجوم بالليل للإيقاع به.
  · اللغة: المكر: الاحتيال والخداع، وقيل: الحيلة اللطيفة، والمكر: التدبير، والمكر: [الاحتيال] إلى جهة الشيء في خفية.