قوله تعالى: {وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين 30}
  قال الأزهري: المكر من الناس: حِيَلٌ وخداع، ومن اللَّه جزاء.
  وثبت الشيء ثباتًا، وثبت في الحروب إذا لم يزِلَّ ولم يصرع، وأثبته السقم: لم يكد يفارقه، وأصبح المريض ميتًا أي: لا حراك به، ويقال للراوي: إنه الثبت، والإثبات: الثبات، وأثبته: حبسته، يقال: رماه فأثبته أي: حبسه مكانه.
  · الإعراب: العامل في قوله: «وإذ يمكر» قيل: محذوف، تقديره: واذكر إذ يمكر، وقيل: هو معطوف على قوله: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ} تقديره: واذكروا إذ نصركم وأنتم قليلون، واذكروا إذا مكروا فنجاكم؛ لأن نجاته من مكرهم نعمة عليه.
  · النظم: يقال: بم تتصل الآية؟
  قلنا: قيل: تتصل بقوله: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ} كأنه قال: اذكروا تلك الحال واذكروا ما مكر فيه الكفار، عن الأصم وأبي مسلم وجماعة من المفسرين، وهو الصحيح؛ لأن هذه السورة مدنية، وهذه القصة جرت بمكة ولكنه - تعالى - ذكَّرهم ذلك بالمدينة، كما ذكرهم في براءة حديث الغار بقوله: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ}.
  وقيل: يتصل بما قبله، يعني إن تتقوا يجعل لكم نجاة كما جعل للنبي ÷ وأصحابه نجاة من مكرهم فاذكروا ذلك.
  · النزول: عن ابن عباس، وقتادة، وجميع المفسرين، أنها نزلت في قصة دار الندوة، وذلك أن نفرًا من قريش أمروا فيها بأمر النبي ÷ فأشار بعضهم بالقتل، وبعضهم