قوله تعالى: {وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين 30}
  بالإخراج، أشار أبو جهل بالقتل، وأوحى اللَّه إلى نبيه، فخرج إلى الغار، وسنذكر القصة.
  · المعنى: «وَإذْ يَمْكُرُ» يحتال في إبطال أمركم «بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا» قيل: يدبر في هلاكك «بِكَ» يا محمد «الَّذِينَ كَفَرُوا» مشركو قريش اجتمعوا في دار الندوة، وهم: عتبة وشيبة ابنا ربيعة، والنضر بن الحارث، وأبو جهل بن هشام، وأبو البختري بن هشام، وزمعة الأسود، وحكيم بن حزام، ومنبه ونبيه ابنا الحجاج، وأمية بن خلف وغيرهم «لِيُثْبِتُوكَ» قيل: ليقتلوك، فيثبتوك في الوثاق، عن ابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة، ليثبتوك وثاقًا، وقيل: ليثبتوك في الحبس، ويسجنوك في بيت، عن عطاء وعبد اللَّه بن كثير والسدي. وقيل: ليثخنوك بالجراحة والضرب كما يقال: أثبته في الحرب: إذا جرحه، عن أبان بن تغلب وأبي حاتم وأبي علي. قال الشاعر:
  فقلتُ ويحك ماذا في صَحيفتِكُم ... قالوا الخَليفَةُ أَمسى مُثبَتًا وَجِعا
  أي: جريحًا.
  «أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ» قيل: من مكة إلى طرف من أطراف الأرض، كمن يستحق النفي، وقيل: من وطنك، عن أبي مسلم. وقيل: يخرجوك على بعير يطرد حتى تهلك أي يكفيك بعض العرب في رأي أبي البختري، عن الفراء، «وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ» قيل: يدبرون في أمرك، ويدبر اللَّه في أمرهم، عن أبي مسلم. وقيل: يقولون ويقول اللَّه، عن الحسن. وقيل: يصنعون ويصنع اللَّه، عن الضحاك. وقيل: