قوله تعالى: {وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين 30}
  احتالوا في أمرك من حيث لا تشعر، فأحل بهم ما أراد من عذابهم من حيث لا يشعرون، عن أبي علي. وقيل: مكروا فجازاهم على مكرهم، فسمي جزاء المكر مكرًا لقوله تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} وَقيل: يدبرون، واللَّه ينقض تدبيرهم، عن أبي مسلم. «وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ» قيل: لأن مكره خير وصواب، وهو إنزال المكروه بمن يستحق، ومكر العباد قد يكون في الباطل عن الأصم وأبي علي. وقيل: واللَّه خير المدبرين والفاعلين عن أبي مسلم. وقيل: خير مَنْ ينزل المضار بمن لا ينتظر، وقيل: خير من يجازي على المكر، وقيل: خير بمعنى أقوى وأشد، وقيل: تقديره: خير لو قُدِّرَ في مكرهم خيرٌ.
  · الأحكام: تدل الآية على عظيم نعمه على رسول الله ÷، وعلى المسلمين في دفع مكر الكفار عنه.
  وتدل على معجزة عظيمة.
  القصة
  ذكر ابن عباس ومجاهد وقتادة وجماعة من المفسرين ونقلة الأخبار أن قريشًا لما أسلمت الأنصار وفشا الإسلام خافوا أن يتفاقم أمر رسول اللَّه ÷، ويظهر دينه، فاجتمعوا في دار الندوة وهي دار قصي بن كلاب، وكانوا يجتمعون فيها تبركًا ويمنًا، وتشاوروا في أمره، واجتمع معهم شيخ من أهل نجد دخل في