قوله تعالى: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون 82}
  ويقال: قد قيل: الآية نزلت في اليهود، فلا يصح الاستدلال بها على الوعيد.
  وقيل: إن المراد بالخطيئة الشرك، ولأنها تدل على استحقاق الوعيد، ولا تدل على أنه يفعل بهم ذلك، ولأن التائب خرج منها، فيبقى الباقي محتملا؟
  والجواب عن الأول: أن العلماء مختلفون فيه، فمنهم من قال: إنه عام، ومنهم من قال: إنه خاص في اليهود، ولكن حالنا في باب الوعيد كحالهم، وعلى أنه إنما يعتبر عموم اللفظ.
  فكذلك الجواب عن الثاني: أن اللفظ عام في كل كبير، شركًا كان أو غيره.
  فأما الجواب عن الثالث: إن الظاهر يُنْبِئُ عن بطلانه؛ لأنه لا يقال للمستحق: إنه مصاحب لها خالد فيها.
  والجواب عن الرابع: أن التائب لم تُحِطْ خطيئته به؛ لأن التوبة أزالتها، فكيف تحيط بغيرها، على أنا خصصنا التائب بدليل، فبقي الباقي على ظاهره.
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ٨٢}
  · اللغة: الإيمان في اللغة: التصديق، والمؤمن: المصدق، وقد صار في الشرع اسمًا لأداء الواجبات، والمؤمن اسم مدح، يقال: رجل مؤمن، فالاسم منقول.
  والصلاح: الفعل الحسن، والصالحات: هي الخصال الصالحات من الطاعة لله تعالى.
  والجنة: البستان الذي فيه الشجر، أخذ من الستر؛ لأنه يستر الأرض.
  · المعنى: لما تقدم ذكر الوعيد أعقبه بذكر الوعد، فقال تعالى: «وَالَّذِينَ آمَنُوا» قيل: