التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون 33 وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون 34}

صفحة 2915 - الجزء 4

  · اللغة: الاستغفار: طلب المغفرة.

  والتعذيب: تجديد الآلام حالا بعد حال، وأصله الاستمرار في العذاب منه لاستمرار اللذة.

  والصد: المنع، صده عن كذا: منعه.

  · الإعراب: اللام في قوله: «لِيُعَذِّبَهُمْ» لام الجحود، وأصله لام الإضافة، وإنما تدخل في النفي، ولا تدخل في الإيجاب؛ لتعلق الخبر بحرف النهي.

  و (ما) في قوله: «وَمَا لَهُمْ» مخرجها مخرج الاستفهام، ومعناه إيجاب العذاب لهم.

  و (أن) في قوله: «وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ» قيل: معناه الجحد، أي ما لهم في الامتناع من العذاب، وقيل: هي صلة؛ لأن المعنى إيجاب العذاب، والأول الوجه؛ لأنه بمعنى: لِمَ لا يعذبهم؟

  · النزول: قيل: نزلت هذه الآية والنبي ÷ بمكة، ولما يخرج من بينهم وبقي هناك مؤمنون، فأنزل اللَّه - تعالى - الآية الأولى، ثم خرج أولئك، فأنزل اللَّه تعالى الآية «وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ»، وأذن في فتح مكة عن أبي مالك والضحاك.

  وقيل: لما قالوا: ائتنا بعذاب، ندموا فقالوا: غفرانك، فنزلت الآية، عن محمد بن قيس، ويزيد بن رومان.