قوله تعالى: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون 33 وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون 34}
  وقيل: قالوا: نحن أولياء المسجد الحرام، فرد اللَّه ذلك عليهم بقوله: {وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ}، عن الحسن وأبي علي.
  · النظم: يقال: كيف تتصل الآية بما قبلها، ومن قول مَنْ هي؟
  قلنا: قيل: الآية الأولى حكاية قول المشركين يتصل بما قبلها من الآية، وذلك أن المشركين كانوا يقولون: إن اللَّه لا يعذبنا ونحن نستغفر، ولا يعذب أمة ونبيها معها، وذلك مِنْ قولهم ورسول اللَّه ÷ بين أظهرهم، والآية على هذا مكية.
  · المعنى: «وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ» يعني، وفيهم بقية من المؤمنين يستغفرون اللَّه بعد خروج النبي ÷ عن ابن عباس وعطية وأبي مالك والضحاك، وهو قول أبي علي؛ لأن عذاب الاستئصال يعم، ولو عذب لعذب هَؤُلَاءِ المؤمنين المستغفرين ولذلك كان يخرج أنبياءه من بين قومهم ثم يعذبهم كلوط وغيره، قال: فلما خرج أولئك البقية عذبوا، قيل: ما كان اللَّه ليعذبهم بعذاب الاستئصال، وأنت فيهم، أو وهم يقولون: غفرانك مع كفرهم، ثم يعذبهم على شركهم في الآخرة، عن ابن عباس وأبي موسى ويزيد بن رومان. وقيل: إن استغفروا لم يعذبوا، كأنه استدعاء إلى الاستغفار، عن ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي وابن زيد. قال ابن عباس: كان فيهم أمانان: النبي، والاستغفار، ذهب واحد، وبقي الاستغفار، وقيل: لا يعذبهم حتى يخرجك من بينهم، ثم يعذبهم بالسيف، عن الأصم. وقيل: لا يعذبهم والمعلوم أن منهم من يستغفر، عن مجاهد. أي من أولادهم، وقيل: الآية منسوخة بالآية التي بعدها، عن الحسن وعكرمة، وليس بصحيح. «وَمَا لَهُمْ» أي: أي شيء لهم؟ وقيل: