قوله تعالى: {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير 41}
  وتدل على أن الغفران لا يحصل إلا مع الانتهاء عن المعاصي، وهو التوبة؛ لذلك قال: «يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ»؛ لأن التوبة ندم على ما قد سلف.
  وتدل على أن قتال الكفار واجب ما دام في الدنيا كُفْرٌ.
  وتدل على أنه - تعالى - ينصر المؤمنين ما داموا في قتال الكفار، وفيه تنبيه على علو الإسلام وبقائه إلى أن تقوم الساعة.
  ومتى قيل: قوله: «يُغْفَرْ لَهُمْ» يوجب ألا يؤخذ بشيء من ذلك، وعلى ما يقوله أبو هاشم يؤخذ به.
  قلنا: المراد لا يؤخذ بعقابه ولا بأحكامه في الدنيا، وعندنا لا موازنة بين التوبة والمعاصي إنَّمَا الموازنة بين الثواب والعقاب في الطاعات والمعاصي.
قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٤١}
  · اللغة: الغنيمة: موهبة من اللَّه - تعالى - يُمَلِّك المسلم مال الكافر المحارب، يقال عنها غنيمة ومغنم، وهو ما أصيب من أموال أهل الحزب مما أوجف عليه بالخيل والركاب.