قوله تعالى: {وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون 83}
قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ ٨٣}
  · القراءة: اختلفوا في قوله: «لا تعبدون» فقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي بالياء، وقرأ الباقون بالتاء، وجه الياء أنهم غيب أخبر عنهم، ووجه التاء: أنهم كانوا مخاطبين، والتاء الاختيار؛ لأنه إفصاح بمعنى الخطاب، وعليه حقيقة المراد، قال أبو عمرو: ألا تراه يقول: «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا» دلت المخاطبة على التاء، وروي في الشواذ: «لا تعبدوا» جزمًا على النهي.
  واختلفوا في «حسنا» فقرأ حمزة والكسائي: «حَسَنًا» بفتح الحاء والسين على معنى الوصف للقول، كأنه قيل: قولوا قولاً حسنًا. وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم: «حُسْنًا» بضم الحاء وسكون السين، واستشهدوا بقوله: {بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} وبقوله: {ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا} وفيه ثلاثة أوجه:
  الأول: قال الأخفش: معناه قولا ذا حُسْنٍ.
  الثاني: يجوز أن يكون حُسْنًا في موضع حَسَنًا، كما تقول: رجلٌ عَدْلٌ.
  الثالث: أن يكون لما دخل قوله: «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا» يعني: ليحسن قولكم، نصب على مصدر القول الذي دل عليه الكلام الأول. والوجهان الأولان على معنى