قوله تعالى: {وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون 83}
  الوصف للقول، والوجه الآخر على معنى المصدر، وهاتان قراءتان مشهورتان، وفي الكلمة ثلاث قراءات أخر في الشواذ، فعن عيسى بن عمير «حُسُنًا» بضم الحاء والسين والتنوين، وهي لغة مثل النصب، وعن عاصم الجحدري: «إحسانًا» بالألف، وعن بعضهم «حسنى» بالتأنيث على وزن فُعْلَى، يعني كلمة حسنى، وأنكر ذلك سيبويه والأخفش وثعلب؛ لأن أفعل وفُعْلَى لا يستعمل صفة إلا بالألف واللام.
  · اللغة: الأخذ: مصدر أخذ يأخذ، وهو ضد الإعطاء، وأصله نقل الشيء من المعطِي إلى المعطَى، فكأن بني إسرائيل أعطوا الميثاق، وأخذ منهم.
  والميثاق: العقد المؤكد بيمين أو وعيد، أخذ من الوثيقة، وقيل: العقد على غاية الإحكام.
  والوالد الأب، والولد الابن، والوليد الصبي، وأصل الولادة، واللِّدَةُ هو الذي مثلك في السن.
  والإحسان: النفع الحسن.
  والقربى: المصدر كالحسنى، وهو من القرابة.
  واليتيم: الذي مات أبوه حتى يبلغ الحلم، وجمعه أيتام، ويتامى، كقوله: نديم وندامى. ولا يقال لمن ماتت أمه: يتيم، قال الزجاج: هذا في الإنسان، فأما في غير الإنسان فَيُتْمُهُ من قبل أمه.
  والمسكين: الفقير الذي لا شيء له، أخذ من السكون، كأن الفقرَ قد سكنه، فهو أشد فقرًا من الفقير عند أكثر أهل اللغة، وهو قول أبي حنيفة، وعند الشافعي الفقير أسوأ حالاً، وهو قول ابن الأنباري.
  والتولي عن الشيء والإعراض عنه نظائر، والإعراض أُخِذَ من الذهاب عن المواجهة إلى جهة العَرْضِ، مأخوذ من العرض، خلاف الطول.