قوله تعالى: {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير 41}
  ومتى قيل: فما الفائدة في ذكره - تعالى - لنفسه؟
  قلنا: استفتاح الكلام، والمراد أنه مصروف في الجهات التي يعتد بها.
  «وَلِلرَّسُولِ»، قيل: كان للرسول سهم من الخمس، وقيل: سهم اللَّه وسهم رسوله واحد، عن ابن عباس وإبراهيم وقتادة وعطاء، «وَلِذِي الْقُرْبَى» يعني قرابة النبي ÷، واختلفوا، فقيل: هم بنو هاشم، عن ابن عباس ومجاهد وعلي بن الحسين وعبد اللَّه بن الحسن بن الحسن. وقيل: بنو هاشم وبنو المطلب عن جبير بن مطعم، وهو مذهب أبي علي وأبي مسلم، وإليه ذهب الشافعي. وقيل: هم آل عباس وآل جعفر وآل عقيل، وآل علي، وولد الحارث بن عبد المطلب، هَؤُلَاءِ حرم عليهم الصدقة فعوضوا من الخمس، عن أبي حنيفة وأصحابه. «وَالْيَتَامَى» من لا أب له وهو فقير «وَالمسَاكِينِ» الفقير الذي لا شيء له «وَابْنِ السَّبيلِ» المسافر المنقطع عن ماله «إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ» يعني إن صدقتم اللَّه فاعلموا أن ما فرض في الغنائم دينه وشريعته «وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا» قيل: الفرقان، وقيل النصر، عن أبي مسلم. وقيل: ما أنزل من الملائكة أي علمتهم أن ظفركم بعدوكم كان بِاللَّهِ، عن الأصم. وقيل: أنزل هذا الحكم فارضوا به إن كنتم مؤمنين، عن أبي علي. «عَلَى عَبْدِنَا» يعني محمدًا ÷ «يَوْمَ الْفُرْقَانِ» يعني يوم بدر، فرق فيه بين الحق والباطل، فظهر الحق وبطل الشرك، وقيل: فرق بين المؤمن والكافر، فنصر المؤمنين وأعزهم، وأظهر دينهم، وأذل الكافرين، وأبطل دينهم، وقيل: كان يوم بدر يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة مضت من