قوله تعالى: {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير 41}
  شهر رمضان سنة اثنين من الهجرة، «يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ» جمع المسلمين وهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً من المهاجرين والأنصار خير الناس بعد الأنبياء وقائدهم رسول اللَّه ÷، ومددهم ملائكة اللَّه، وناصرهم ومعينهم اللَّه، والجمع الثاني جمع الكافرين، وهم بين تسعمائة إلى ألف [مِنْ] صناديد قريش ورؤسائهم، وقائدهم عتبة وشيبة ابنا ربيعة وناصرهم الشيطان، فهزموهم بإذن اللَّه، وقتل زيادة على سبعين، وأسر مثل ذلك «وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ» مبالغة من قادر أي قادر على كل شيء، يصح أن يكون مقدورًا له فهو قادر عليه لنفسه لم يزل ولا يزال، ولا يجوز عليه العجز، وقيل: قادر على مثل ذلك من النصر أن ينزله على الزيادة، عن أبي مسلم.
  · الأحكام: الآية تتضمن أحكامًا عقلية، وأحكامًا شرعية:
  فأما الأحكام العقلية فمسائل:
  منها: أنه - تعالى - قادر على كل شيء، فليس هذا على عمومه؛ لأن من الأشياء ما لا يكون مقدورًا، فلا يوصف بأنه تعالى قادر عليه، فإذا هو قادر على كل شيء ما يصح أن يكون مقدورًا له فيقدر من الأجناس على ما لا نهاية لها