التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون 45 وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين 46 ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط 47}

صفحة 2951 - الجزء 4

قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ٤٥ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ٤٦ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ٤٧}

  · القراءة: قراءة العامة: «فَتَفْشَلُوا» بفتح الشين، وعن الحسن بكسر الشين، وهما لغتان، يقال: فَشِل يَفْشَل فشلاً: إذا جبن، والفَشِلُ: الرجل الضعيف.

  · اللغة: الإيمان في اللغة: التصديق، وأصله من الأمن، وهو الثقة الموجبة للسكون والدعة، وفي الشرع: عبارة عن القول والمعرفة والعمل ولذلك صار اسم مدح.

  والفئة: الجماعة المنقطعة من غيرها، وأصله من فَأَوْتُ رأسه بالسيف: إذا قطعته.

  والبَطَرُ: تجاوز الحد في المدح، وأصل البطر الشق، ومنه: البيطار؛ لأنه يشق اللحم بالمِبْضَع وهو المِبَطّ، وبطر الإنسان بطرًا وأبطره: كثرة النعم إبطارًا.

  والرياء: إظهار الجميل مع إبطان القبيح، راءى مراءاة، والمرائي: الرجل السوء.

  والنفاق: إبطان الكفر، وإظهار الإسلام، والرياء: إبطان العصيان، وإن لم يكن كفرًا.

  والصد: المنع، صد: منع، وصد: أعرض.

  · الإعراب: يقال: ما موضع «فَتَفْشَلُوا» من الإعراب؟ وما العامل فيه؟