قوله تعالى: {إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون 55 الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون 56 فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون 57 وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين 58}
  ويقال: لم ثبت الألف مع الجازم في «تَخَافَنَّ» ولم تثبت مع الجازم في (ولا تخف القوم)؟
  قلنا: لأن الحركة في هذا عارضة؛ لأن التقاء الساكنين من كلمتين.
  · النزول: قيل: الآية نزلت في قريظة نقضوا عهد النبي ÷ وأعانوا أهل مكة بالسلاح، فعاهد الثانية، فنقضوا وأعانوا المشركين يوم الخندق.
  وعن مجاهد: وركب كعب بن الأشرف إلى مكة على مخالفة رسول اللَّه ÷.
  وقيل: نزلت في [قادة] المشركين الَّذِينَ لا يؤمنون، حكاه الأصم.
  وقيل: هم مشركو العرب، وصفهم بالاستمرار على الكفر ونقض العهد.
  وقيل: هم القوم الَّذِينَ عاهدهم النبي ÷ إلى مدة، عن أبي مسلم.
  · المعنى: ثم وصف الكفار بنقض العهد وسوء الفعال وحث على قتالهم، فقال سبحانه: «إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ» يعني شر الخلق وما يدب على الأرض من الحيوانات «عِنْدَ اللَّهِ» في حكمه، وقيل: في معلومه «الَّذِينَ كَفَرُوا» استمروا على كفرهم فلا يؤمنون «الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ» قيل: معناه أخذت العهد منهم، وقيل: عاهدت معهم، وقيل: (مِنْ)