قوله تعالى: {ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون 59 وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون 60 وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم 61}
  ويقولون: لا إله إلا اللَّه محمد رسول اللَّه، ويختلطون بالمؤمنين، ويطلعون على أسرارهم ومع ذلك هم أعداء المؤمنين، لا تعرف عداوتهم لإخفائهم ذلك، وقيل: فارس والروم كلهم، وكان لا يخطر ببال العرب أنهم يعرفون فارس والروم، وقيل: هم كفار الجن، وقيل: هم كل عدو للمؤمنين لا تعرفون عداوته، عن أبي علي.
  فأما قوله: «مِنْ دُونِهِمْ» قيل: دون كفار العرب، وقيل: دون الَّذِينَ نقضوا العهد، وقيل: دون الذي حاربكم.
  «لَا تَعْلَمُونَهُمُ» أنتم ويعلمهم اللَّه تعالى؛ لأنه مطلع على الأسرار «وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» يعني تنفقون فيما أمر به من الجهاد من الإعداد والآلات «يُوَفَّ إِلَيْكُمْ» أي يوفر عليكم ثوابه وجزاءه «وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ» أي [لا] يبخس من حقكم شيء، وقيل: يوفر عليكم خلفه في الدنيا وثوابه في الآخرة. «وَإِنْ جَنَحُوا» مالوا «لِلسَّلْمِ» قيل: الصلح وترك الحرب، وقيل: إلى الإسلام، حكاه الأصم ورفعه «فَاجْنَحْ لَهَا» أي مِلْ إليها «وَتَوَكَّلْ» أي ثق به وفوض الأمر إليه، إنه سميع بالمسموعات عليم بالضمائر وكل شيء، لا تخفى عليه خافية.
  · الأحكام: تدل الآية على أنه كما يجب القتال يجب إعداد آلة الحرب.