قوله تعالى: {ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون 59 وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون 60 وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم 61}
  وتدل على جواز [تعلّم] السيف والرمي؛ لأنه من قوة الجهاد لأنه [لا] يكفي وجود السلاح والآلة بل لا يتم ذلك إلا بالعلم بكيفية استعماله.
  وتدل على أنه يجب الإرهاب، وذلك يقع بإظهار الجَلَدِ وإظهار آلة الحرب، وكثرة العدد والعدة.
  وتدل على وجوب الإعداد لمن يعلم من الكفار، ومن لا يعلم.
  وتدل على أن الكفار أعداء اللَّه.
  وتدل على وجوب معاداة الكفار، وأنهم أعداء المؤمنين.
  وتدل على أن كل نفقة في سبيل اللَّه توفر عليه أجره.
  وتدل على أن الظلم لا يقع من اللَّه، وأنه مقدور له؛ لذلك قال: {لَا تُظْلَمُونَ}.
  وتدل على أن أفعال العباد حادثة من جهتهم؛ إذ لو كان خلقًا لم يكن للأهبة والسلاح والاستعداد والاحتياط معنى وفائدة.
  وتدل على أن القدرة قبل الفعل؛ إذ لو كانت مع الفعل كان المجاهد قبل الحرب غير قادر على الاستعداد.
  وتدل على جواز الصلح والموادعة مع الكفار. واختلفوا فيه:
  فقيل: نزلت في يهود بني قريظة خاصة، عن ابن عباس.
  وقيل: هو منسوخ، وكان ذلك قبل نزول براءة فكان له أن يوادع إلى أَجَلٍ، ثم نسخ بقوله: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} فنبذ إلى كل ذي عهد عهده، عن قتادة.
  وقيل: كان هذا في ابتداء الإسلام لقلة العدد، وقد وادع ÷ قريشًا بالحديبية، ووادع غيرهم.