قوله تعالى: {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم 67 لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم 68 فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم 69}
  يلقى أسيرًا إلا ضرب عنقه، وقال: يا رسول اللَّه، ما لنا والغنائم، نحن فئة تجاهد في دين اللَّه حتى يُعْبَدَ، قال سعد: القتل أحب إلي من استبقاء الرجال، فقال ÷: «لو نزل العذاب ما نجا منه غير عمر وسعد بن معاذ».
  وروي أنه قال لعمر: «كاد أن يصيبنا في خلافك بلاء».
  روي أن عمر وعليًا أشارا إلى القتل، وأبا بكر وعثمان بالاستبقاء، فتلا رسول اللَّه ÷ الأربع الآيات لكل واحد مثلاً.
  · النظم: يقال: كيف تتصل الآية بما قبلها؟
  قلنا: لما أمر بالقتل، أُسِرُوا ولم يكن أوحى اللَّه إليه في ذلك شيئا، وشاور أصحابه وأخذ الفداء بمشاورتهم، عاتبهم اللَّه عقيب ذلك، فقيل: عاتب أصحابه دونه وإن كان الخطاب له، ولذلك قال: «تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا»، ويدل على أنه لم يأمرهم بالأمر، لأنه عاتبهم على ذلك.
  · المعنى: «مَا كَانَ لِنَبِيٍّ» أي: ليس له، ولا في عهد اللَّه إليه «أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ» قيل: حتى يبالغ في قتال المشركين وقهرهم، وقيل: حتى يقتل ويقهر، والإثخان: القتل، عن مجاهد. وقيل: الإثخان: الغلبة للبلدان والتذليل لأهلها، عن أبي مسلم. يعني يتمكن في الأرض، وقيل: حتى ينفي عدوه من